وَقَالَ بَعضهم هُوَ لبَيَان عَظمَة الله وجلاله وَقدرته وَأَن المكونات كلهَا منقادة لإرادته ومسخرات بأَمْره
وَذهب آخَرُونَ إِلَى أَن الْقَبْض قد يكون بِمَعْنى الْملك وَالْقُدْرَة كَقَوْلِهِم مَا فلَان إِلَّا فِي قبضتي أَي قدرتي وَيَقُولُونَ الْأَشْيَاء فِي قَبْضَة الله أَي فِي ملكه وَقدرته وعَلى هَذَا التَّأْوِيل مخرج الْآيَة والْحَدِيث
فِي حَدِيث مُسلم وَغَيره إِن المقسطين عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة على مَنَابِر من نور عَن يَمِين الرحمان وكلتا يَدَيْهِ يَمِين الَّذين يعدلُونَ فِي حكمهم وأهليهم وَمَا ولوا
قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ من أَحَادِيث الصِّفَات إِمَّا نؤمن بهَا وَلَا نتكلم بِتَأْوِيل ونعتقد أَن ظَاهرهَا غير مُرَاد وَأَن لَهَا معنى يَلِيق بِاللَّه تَعَالَى أَو تؤول على أَن المُرَاد بكونهم على الْيَمين الْحَالة الْحَسَنَة والمنزلة الرفيعة
وَقَوله وكلتا يَدَيْهِ يَمِين فِيهِ تَنْبِيه على أَنه لَيْسَ المُرَاد بِالْيَمِينِ الْجَارِحَة وَأَن يَدَيْهِ تَعَالَى بِصفة الْكَمَال لَا نقص فِي وَاحِدَة مِنْهُمَا لِأَن الشمَال تنقص عَن الْيَمين
وَقَالَ بَعضهم وَقد تكون الْيَمين بِمَعْنى التبجيل والتعظيم