وقالَ رحمَهُ الله ُ: النظرُ يَفعلُ في القلب ِ ما يَفعلُ السهمُ في الرمية ِ فإنْ لمْ تقتلْه جرحتْه
وقالَ رحمَهُ الله: النَّظرةُ بمنزلةِ الشرارةِ مِنَ النَّارِ تُرْمَى في الحشيش ِ اليابس ِ فإنْ لمْ تُحرِقْهُ كلَّهُ أحرقتْ بعضَه. (?)
وعَنْ أبي هريرة َ - رضي الله عنه - قالَ: قالَ رسولُ الله ِ - صلى الله عليه وسلم - (كُتِبَ على بني آدمَ نصيبُهُ مِنَ الزِّنى مُدْرِك ٌ ذلكَ لامحا له العينان ِ زناهُمَا النَّظَر) رواه البخاري ومسلم
قالَ بنُ القيم ِ رحمَهُ الله: العينُ مرآة ُ القلبِ فإذا غَضَّ العبدُ بصرَهُ غَضَّ القلبُ شهوتَهُ وإذا أطلقَ بصرَهُ أطلقَ القلبُ شهوتَه. (?)
قلت ُ: وهذا عامٌ للرجال ِ والنِّساء على حد ٍّ سواء فقدْ أُمِرَ النِّساءِ في النور بما أُمِرَ بهِ الذكور.
قالَ الإ مامُ الشافعيُّ ر حمَهُ الله: وكما لايجوزُ للرجل ِ أنْ ينظرَ في المرأةِ فكذلكَ لا يجوز للمرأة ِ أنْ تنظرَ في الرجل ِ لهذِه ِالآيةِ. (?)
و قالَ بنُ كثير رحمَهُ الله: وقدْ ذهبَ كثيرٌ مِنَ العلماءِ إلي أنَّهُ لايجوزُ للمرأة ِ النَّظرُ إلي الرجال ِ الأجانبِ بشهوة ٍ أو بغيرِ شهوةٍ أصلا. (?)
وقالَ بنُ تيميةَ رحمَهُ الله: وإن ِ انتفتِ الشهوة ُ يبقى النَّظرُ مظنة َ الفتنةِ والأصلُ أنَّ كلَ ما كانَ سبباً في الفتنةِ فإنَّهُ لا يجوز.
وقالَ: ومَنْ كرَّرَ النَّظرَ وأدامَهُ وقالَ إني لا أنظرُ لشهوة ٍ فقدْ كذبَ لأنَّه ُ لمْ يكنْ النظرُ إلا لمِا حصلَ في قلبِهِ مِنَ اللذَّة ِ و أ ما نظرُ الفجأة ِ فهو عفو إ ذا صرفَ بصرَهُ. (?)