الباب الثالث: الغناء.

ومن سمعت الغناء نزل بها البلاء وفتح لها الباب على الحب والإعجاب

وقد قيل: الغناء يسعر القلوب ويستفز العقول ويستخف الحليم ويبعث على اللهو ويحض على الطرب.

وقد قيل:

أذلني الهوى فأنا الذليل ... وليس إلى الذي أهوى سبيل

وقال الكندي: من سمع الغناء طرب ومن طرب سمح ومن سمح افتقر ومن افتقر اغتم ومن اغتم مرض ومن مرض مات.

وقيل لرجل من سمع الغناء على حقيقته مات فقال اللهم لاتسمعنا إياه فنموت.

والغناء داعية للفحشاء.

قال الحطيئة الغناء داعية الزنا.

وما ذهب بعقول النساء شيء مثل الغناء.

قال الخليفة سليمان بن عبد الملك إن الفرس يصهل فتستدق له الحجر , وإن الفحل يخطر فتصبع له الناقة وإن التيس ينب فتستحرم له العنز , وإن الرجل يغني فتشبق له المرأة.

وقال الشاعر:

وغادةٌ سمعت صوتي فأرقها ... من آخر الليل لما ملها السهر

لم يحجب الصوت أحراس ولاغلق ... فدمعها بأعالي الخد ينحدر

لو خليت لمشت نحوي على قدم ... تكاد من رقة للمشي تنفطر

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015