ورواه الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي في "مخُتارته" (?) التي هي أصحّ من "صحيح الحاكم".
فهذا موافق للأول، وكلاهما موافق لحديث طاوس، وأبي الصّهباء، وأبي الجوزاء، عن ابن عباس به، وطاوس وعكرمة أعلم أصحاب ابن عباس به؛ فإن عكرمة كان مولاه مصاحبًا له، وكان يقيِّده على العلم، وكان طاوس خاصًا عنده، يجتمع به كثيرًا، ويدخل عليه مع الخاصَّة، وكان طاوس وعكرمة يفتيان بأن الثلاث واحدة، وكذلك ابن إسحاق، لمَّا صحَّ عنده هذا الحديث أفتى بموجبه، وكان يقول: جهل السّنّهَ فيُردُّ إليها.
فرواةُ هذا الحديث أفتوا به، وعملوا به.
وعن ابن عباس فيه روايتان: إحدا هما: موافقة عمر رضي الله عنه تأديبًا وتعزيرًا للمطلقين، والثانية: الإفتاء بموجبه.
وروى حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس -وحَسْبُك بهذا السند صِحَّةً وجلالةً-: إذا قال: أنت طالق ثلاثًا بفمٍ واحد فهي واحدة.
ذكره أبو داود في "السنن" (?).