وكتبت أنا الجواب إلهي عن ذلك:

يا من تعرضني وقلبي سالم ... من إثمه والله إنك آثم

أتظن أني فهت فيك بفظة ... لا والذي هو بالسرائر عالم

ما الأمر فيك كما زعمت وإنما ... أنت امرؤ فيما أهمك واهم

أنسيت أن الله في أحكامه ... عدل وأنك في الحقيقة ظالم

فاقتص لي منك الغداة بمثل ما ... عاملتني والله عدل حاكم

كم قد قطعت الليل منك مسهداً ... والقلب ملتهب وطرفي ساجم

أستصرخ الأنصار فيك وكلهم ... في غفلة عما دهاني نائم

وإذا طلبت الروح من نفس الصبا ... جاءتني النسمات وهي سمائم

فأقمت في صفد ودمعي مطلق ... حزناً ومالي في البرية راحم

حتى إذا علم الإله ضرورتي ... نجى وطرفك بالغواية حالم

فأنب وتب لله وارض بحكمه ... واصبر فحكم الله أمر لازم

لعساك تؤجر أو ترى لك مخلصاً ... من ضيق حال ضره متفاقم

والله مالي في خروجك مدخل ... كلا ولا طبعي لذاك ملائم

فعليك بالصبر الجميل فإنه ... لجراح ناب النائبات مراهم

ما دام لي بخلاف قصدك شدة ... وكذاك ما تخشاه ما هو دائم

أعزز علي بأن يسوءك حادث ... أو أن أنفك في الرزية راغم

ما احتجت للتذكار منك لأنني ... لك في الرخاء وفي الشقاء أقاسم

فلأبذلن عليك مجهودي إلى ... أن تنقضي البلوى وبالك ناعم

فتوخ في الأسحار أوقات الدعا ... إن الدعاء لدفع ذاك دعائم

فكأنني بك قد خلصت خلوص بد ... ر التم حيث سحابه متراكم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015