وصفوت كالإبريز يخرج من لظى ... والصبح قد أخفاه ليل عاتم

وأراك مسروراً ووجهك مسفر ... بشراً وثغرك بالأماني باسم

وكأنما قد كان من عبث الردى ... بك لم يكن ولك الزمان مسالم

وكان هو قد كتب بدمشق قبل الديوان كتاباً ببشارة النيل على وجه امتحان الخاطر، وجهز إلي نسخته، وهو: " أعز الله أنصار المقر ولا أخلاه من أثر رحمة يشاركه فيها الخلائق، وينبه ذوي الفضائل على التفكر في لطيف صنع الخالق، ويدخل في شمول عمومها وعموم شمولها الصامت والناطق، ويدل على إقبال الرخاء دلالة البرق المستطير على النوء الصادق:

حتى يكون مباركاً في نفسه ... وعلى الورى في سائر الأقطار

متقسم المعروف أحلى موقعاً ... عند النفوس من الخيل الساري

يحيكه مشبه كفه النيل الذي ... أغنى الثرى عن منة الأمطار

أربى عليها لونه لما جرى ... ما شانه الإرعاد بالأكدار

وهي نعمة تحدث عن عجائب بحرها على الحقيقة ولا حجر، ويتساوى في الانتفاع بها كل نام فضلاً عما دب ودرج. لقد أبرزت كنانة أرض الله في أثوابها القشب، وسرى ذكرها إلى الشام المرتقب، موسم الوسمي طليعة السحب تضمن ذلك المثال الشريف الوارد بخبر وفائه القائل من سمعه: هذا عذوبة ألفاظ ألبستها من حلاوة مائه. وإن المقياس أتى بتمام قياسه الثابت على عادة عدانه، ونادى وقد سقى الأرض غير مفسدها بالأمان من طوفانه. وإن أراقم غدرانه انسابت في ذلك الإقليم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015