تكذيبه، ورحلته إلى المشرق لا تنكر لشهرتها والحمد لله. وتوفي رحمه الله بمالقة في شوال سنة ست وعشرين وخمسمائة. ذكره ابن بشكوال. قال شيخ شيوخنا الفقيه العالم أبو علي الرّندي في فهرسته، وقد ذكر أبا علي بن يملى: وقد تكلّم في أبي علي هذا، تكلّم فيه أبو جعفر بن الباذش وبالغ وأظهر التعسف في أمره. قال:
وأخبرني القاضي أبو بكر ابن أبي زمنين عن الشيخ المحدث أبي بكر بن رزق (?) أنه ناظر أبا جعفر بن الباذش في أمر أبي علي حتى أذعن له أبو جعفر، ووقف عند قوله. وقال أبو علي: هذا قد وثقه الأشياخ، منهم أبو بكر بن رزق وغيره، وصححوا روايته. وأخبرني الفقيه العالم أبو القاسم - يعني السهيلي - أنه وقف على إجازة أبي معشر لأبي علي عند بعض أهل مالقة. (وفي هذا) (?) تبعيد للتهمة في حق هذا الشيخ والحمد لله. قلت: وذكره ابن بشكوال، وقال: كانت له رحلة إلى المشرق حجّ فيها، ولقي أبا معشر الطبري. ولقي أبا عبد الله ابن شريح، وأبا الوليد الباجي. قال: وسمعت بعض شيوخنا يضعّفه.
ومنهم:
هو الوزير أبو عمران صاحب أبي عبد الله الرصافي. كان رحمه الله من النبهاء والأدباء. وكان كريما مقصودا عالي الهمة جميل العشرة. وكان طلبة مالقة الجلّة كأبي عبد الله / الرصافي الأديب، وأبي علي بن كسرى، وأبي بكر الكتندي يجتمعون في منزله، ولا يبرحون عنه ليلا ولا نهارا. وكان له بستان يختص بهم لجلوسهم ومناظرتهم. ولهم في ذلك البستان أوصاف عجيبة ومعان مخترعة. ولهم في أبي عمران المذكور أمداح رائعة أذكر الآن طرفا منها، إذ قد وعد خالي رحمه الله فيما مضى من هذا الكتاب (?) بذكر بعضها في باب موسى.
فمن ذلك مقطوعات الأديب أبي عبد الله الرصافي يصف بستان أبي عمران المذكور ويمدحه، فقال (?): [كامل]