والدعوى في القراءة ودخول الأقطار و (رواية) (?) الحديث (بها). وهذا الذي ذكره ابن الباذش أمر لم يعرف به الشيخ المذكور (?)، بل كان من جملة المحدثين المقرئين الموصوفين بالعدالة. وقد رحل إليه من غرناطة الحافظ أبو عبد الله النّميري، وتلا عليه القرآن، وآثره على ابن الباذش ولم يتّهمه في شيء من روايته. ولا يشك (في) (1) أن النميري أتمّ معرفة بعلم الحديث وأحسن نقدا له من ابن الباذش، / وقد روى عنه سوى النميري جماعة من الجلّة، كالأستاذ الكبير أبي القاسم بن دحمان، فلم يصفه بشيء من ذلك، بل كان يصدّر به في أشياخه ويعظّمه. وقد روى الأستاذ الأجل أبو محمد القرطبي السبع عن ابن دحمان عن أبي علي منصور المذكور، وكان أعرف الناس بهذا الفن، فلم يطعن عليه ولا اتّهمه. وقد أشار الأستاذ أبو محمد القرطبي إلى ذلك في إجازته المنظومة فقال بعد تقديم صدر منها: [طويل]
وأشياخ منصور بن يملى جماعة ... ولابن شريح (?) فيهم المنصب العالي
تلا السّبع بالكافي (?) عليهم محصّلا ... وحسبك بالكافي مفسّر إشكال
وحاز ابن يملى بالمعدّل (?) رفعة ... وما مثل موسى بن الحسين (?) لرحّال
ونال بلقيا الطابريّ (?) بمكّة ... أبي معشر ما شاء من درك آمال
ومنها:
روى عنه تلخيص المثاني رواية ... وعرضا فلا تحفل بقيل ولا قال
وإنما قال الأستاذ رحمه الله في هذا البيت: «... فلا تحفل بقيل ولا قال»، لتكذيب ابن الباذش لأبي علي في روايته عن الطبري. ولا أدري ما حمله على