الناس، ولا يعلم إلا بعد وقوع مسببه، فإن من الأسباب ما يعلم سببه (?) قبل وقوع مسببه وهي الأسباب الظاهرة، ومنها ما لا يعلم سببه (4) إلا بعد وقوع مسببه وهي الأسباب الخفية، ومنه قول الناس: "فلان مشؤوم الطلعة ومدور الكعب" ونحوه فالنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أشار إلى هذا النوع ولم يبطله، وقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن كان الشؤم في شيء فهو في ثلاثة" تحقيق لحصول الشؤم فيها (?)، وليس نفيًا لحصوله من غيرها كقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن كان في شيء تتداوون به شفاء ففي شرطة مِحْجم (?)، أو شربة عسل أو لذعة بنار، ولا أُحبُّ الكيّ" (?)، ذكره البخاري.
وقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من ردَّته الطيرة (?) من حاجته، فقد أشرك"، قالوا: يا رسول اللَّه، وما كفارة ذلك؟ قال: "أن يقول: اللهم لا طير إلا طَيْرك، ولا خير إلا خيرك" (?)، ذكره أحمد.