ولا حجة في هذا لمن أنكر الأسباب، بل فيه إثبات القدر ورد الأسباب كلها إلى الفاعل الأول إذ لو كان كل سبب مستندًا إلى سبب قبله لا إلى غاية للزم التسلسل في الأسباب، وهو ممتنع فقطع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- التسلسل بقوله: "فمن أعدى الأول؟ " (?)، إذ لو كان الأول قد جرب بالعدوى، والذي قبله كذلك لا إلى غاية لزم التسلسل الممتنع.
وسألته -صلى اللَّه عليه وسلم- امرأة، فقالت: يا رسول اللَّه دار سكنَّاها والعددُ كثير [والمال]، وافر فقلَّ العدد وذهب المال، فقال: "دعوها ذميمة" (?)، ذكره مالك مرسلًا.
وهذا موافق لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إن كان الشؤم في شيء فهو في ثلاثة: في الفرس و [في] الدار والمرأة" (?)، وهو إثبات لنوع خفي من الأسباب، ولا يطَّلع عليه أكثر