هو رافع راية الأدب في عصره، ومن بزّ بالثروة أعلام مصره.
وله معرفة بالطريقة الصوفية، وسلوك في معانيها الجليلة. وكان وجيها عند الملوك، ومعظما عند المالك والمملوك.
أنشدني لنفسه:
سرت والدّجى لم يبق إلا يسيرها ... نسيم صبا يحيي القلوب مسيرها
ومرّت بنا من نحو رامة نفحة ... أعادت مرير العيش حلوا مرورها
تنشّقتها مستمنحا عرف عرفها ... فعبّر عن طيب الحبيب عبيرها
أسرّت بقلبي من سريرة حبّه ... حديثا سرى منه لنفسي سرورها
5 فلله ما أندى على القلب سيرها ... وأطيب ما أدّى إليه سفيرها
ولم ندر إذ ملنا نشاوى بروحها ... أريح شمال أم شمول نديرها!
سقى سفح ذياك الحمى بسوافح ... من الدّمع آثار الدّموع منيرها
عهدنا ظباء الإنس فيه سوانحا ... وأصيدها للصّائدين نفورها