فحين قرأتها ضحكت من لحنها وفسادها الخارج عن الحد، ومن استحسانه لها. ونظمت على البديهة بيتين معرضا له بفسادها، ولعله أن يرجع عن تعجبه بها فلم يفهمها، لجهله بل تمادى على حاله، وهما:

بشعرك يا أيّها الأشعري … تفوق ابن أوس مع البحتري

فحيّاك ربّ العلا من فتى … من اللّحن في شعره قد بري!

ولما قرأ أبياته صاحبنا الفقيه أبو عبد الله هذا نسخها وقال على البديهة يخاطبه ويصف فسادها:

فبيت طوله سبعون شبرا … تخيّله-رشاء حول بير

وبيت لا يجاوز ربع شبر … كهدب الثّوب أو عرف الحمير!

وذاعت أبياته-بزعمه-بسماط شهود فاس. واستنسخها أكثرهم فلما بلغت إلى صاحبنا الفقيه العدل القارىء أبي زيد عبد الرحمن بن محمد المليلي بعث إليه ببيتين له وهما:

ألا قل لشاعرنا الأشعري … شعرت وليتك لم تشعر!

تخيّلت نظمك إذ جاءني … خراء بحانوتكم قد خري

وزاد عليهما الفقيه أبو محمد عبد الغفار البوخلفي:

أو الرّيح لمّا سرت دائما … على الخلق من فمك الأبخر!

...

الفقيه الصوفي محمد بن [122/ب] أحمد المكودي رحمه الله:

[كنيته:]

يكنّى أبا عبد الله. وهو من أهل فاس، وبها رأيته. وكان من أولي الثروة بها. وكان أبوه أحمد يستخدمه الملوك من بني مرين في شهادة الولاية المخزنية، وأبو عبد الله هذا توفي بفاس في سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015