حميل السيل. ثم يفرُغ الله من القضاء بين العباد، قال: ويبقى رجل بين الجنة والنار -وهو آخر أهل الجنة دخولا الجنة- مقبلٌ بوجهه قبل النار. فيقول: يا رب اصرف وجهي عن النار، قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها .. وساق الحديث.

قوله: (هل تَمارَون)؟ من المرية وهي الشك في الشيء والاختلاف فيه، وأصله: تتمارون فأسقط إحدى التاءين.

وأما قوله: (فيأتيهم الله) إلى تمام الفصل، فإن هذا موضع يحتاج فيه الكلام إلى تأويل وتخريج، وليس ذلك من أجل أننا ننكر رؤية الله تعالى، بل نثبتها، ولا من أجل أنا ندفع بما جاء في الكتاب وفي أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم من ذكر المجيء والإتيان كقوله عز وجل: {وجاء ربك والملائكة صفا صفا} وكقوله: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة) وما أشبههما من الآي، غير أنا لا نكيف ذلك، ولا نجعله حركة وانتقالا كمجيء الأشخاص وإتيانها، فإن ذلك من نعوت الحدث، وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

ويجب أن يعلم أن الرؤية التي هي ثواب الاولياء وكرامة لهم في الجنة غير هذه الرؤية المذكورة في مقامهم يوم القيامة؛ لأن في خبر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015