ولا يأكل ويصومها, فيواصل بالليل ويُقلُّ الطعم إذا أكل وكان يتجوَّع حتى يتهشَّم من الخواء بطنه, فينحني لذلك مشهور عنه بأخبار التواتر التي لا يعرض الوهم فيها ولا يجوز الغلط عليها, هذا إلى ما بعثه الله به من الشريعة الحنيفية الهادمة لما كان عليه الأمر في دين النصارى من التبتل والانقطاع عن النكاح وهجران النساء, فدعا إلى المُناكحة والمواصلة وحَضَّ عليهما وقال: تناكحوا تكاثروا.

وقال: من استطاع منكم الباءة, فليتزوج, فكان صلى الله عليه وسلم أولاهم بإتيان ما دعا (إليه) واستيفاء الحظ منه ليكون داعية للاقتداء به ووسيلة للإيتِسَاء بفعله.

فأما ما أبيح من زيادة القدر على أربع, فأمر لا ينكر في دين ولا عقل, أما ما جَرَت به السنة - سُنّة الدين - فقد كان لسليمان بن دواد عليه السلام مائة امرأة كان يطوف عليهن, وقد روى ذلك أبو عبدالله في هذا الكتاب قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015