كاتب الوحي وهو الذي كان يلي جمعه وتدوينه، ثم اتفق الملأ من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، على أن ما بين الدفتين قرآن منزل على الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يختلفوا في شيء منه، فهذا هو الحجة في جمع القرآن لا تفاريق أخبار الآحاد والأفراد في الأوقات المختلفة وقد تذكر بعض مقامات الأمور في مبادئ كونها غير مستوفاة الشرائط، ثم تنضم إليها أشياء أخر تكون مجموعها علة للحكم، ولا ينكر أن يكون غير خزيمة أيضا قد حفظ الآيتين، كما حفظهما خزيمة وثبت العلم به عند الصحابة حين استبروا معرفة ما حصل عليه الإجماع فيما وضعوه بين الدفتين، وإنما كان ما ذكره حكاية عن نفسه ومبلغ علمه في الحال المتقدمة، ولا يدفع ذلك أن يكون قد تظاهر به الخبر من قِبَل غيره ومن جهات شتى حتى اشتركوا كلهم في علمه، فصار ذلك شهادة من الجم الغفير به، فثبت به الإجماع وزال اعتبار ما قبله من رواية الآحاد والأفراد والحمد لله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015