عجيب ونقل كل خبر غريب , فلو كان لما روي من ذلك أصلٌ لكان قد خُلِّد ذكره في الكتب ودوِّن في الصحف ولكان أهل السِّير وأهل التنجيم والحفظة على الأزمان وأهل العناية بالتاريخ يعرفونه , ولا ينكرونه , إذ كان لا يجوز الإطباق منهم على تركه وإغفاله مع جلالة شأنه وجلاء أمره.

والجواب: أن الأمر في هذا خارج عمَّا ذهبوا إليه من قياس الأمور النادرة الغريبة إذا ظهرت لعامّة الناس واستفاض العلم بها عندهم , وذلك أن هذا شئٌ طلبه قوم خاصٌّ من أهل مكة على ما رواه أنس بن مالك فأراهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ليلاً لأن القمر آية الليل ولا سلطان له بالنهار وأكثر الناس في الليل تنام ومُستكنُّون بأبنية وحجب. والأيقاظ البارزون منهم في البوادي والصَّحارى قد يتفق أن (يكونوا) في ذلك الوقت مشاغيل بما يُلهيهم من سمر وحديث وبما يهمّهم من شغل ومهنة ولا يجوز أن يكونوا لا يزالون مقنعي رؤوسهم رافعين لها إلى السماء مترصِّدين مركز القمر من الفلك لا يغفلون عنه حتى إذا حدث بجرم القمر حدثٌ من الإنشقاق أبصروه في وقت انشقاقه قبل التئامه واتِّساقه وكثيراً ما يقع للقمر الكسوف فلا يشعر به الناس حتى يخبرهم الآحاد منهم والأفراد من جماعتهم , وإنما كان ذلك في قدر اللحظة التي هي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015