(الباب نفسه)
788/ 3637 - قال أبو عبد الله: وحدثني عبد الله بن محمد قال: حدثنا يونس قال: حدثنا شيبان , عن قتادة , عن أنس وقال لي خليفة: حدثنا يزيد بن زُريع قال: حدثنا سعيد عن قتادة , عن أنس أنه حدثهم أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر. قلت: انشقاق القمر. آية عظيمة لا يكاد يعدلها شئٌ من آيات الأنبياء صلوات الله عليهم وذلك أنه أمر ظهر في ملكوت السماء خارج عن جملة طباع ما في العالم المُركَّب من الطبائع الأربع فيطمع في نيله بحيلة وعلاج وتأليف وتركيب ونحوها من الأمور التي يتعاطاها المحتالون ويتصنَّع لها المُتكلفون/ فلذلك صار الخطب فيه أعظم والبرهان به أظهر وأبهر.
وقد أنكر هذا الخبر منكرون وقالوا: لو كان له حقيقة لم يجز أن يخفى أمره على عوامِّ الناس ولتواترت به الأخبار عن قرن إلى قرن لأنه أمر مصدره عن حسٍّ ومشاهدة , فالناس فيه شركاء وهم مطالبون بفطر العقول , ومن جهة دواعي النفوس بذكر كل أمر