وَالثَّانِي: أَن يكون صفة لمصدر مَحْذُوف تَقْدِيره: مبايعة أول مبايعة النَّاس.
وَالثَّالِث: أَن يكون ظرفا أَي: قبل النَّاس.
(ب) وَفِيه أَيْضا: " إِلَى شعب فِيهِ مَاء يُقَال لَهُ: ذَا قرد " وَقع فِي هَذِه الرِّوَايَة: ذَا " قرد " بِالْألف وَالْوَجْه الرّفْع كَقَوْلِه تَعَالَى: {يُقَال لَهُ إِبْرَاهِيم} وَيبعد أَن يَجْعَل " لَهُ " مَوضِع رفع قَائِما مقَام الْفَاعِل. فَإِن كَانَت الرِّوَايَات كلهَا كَذَلِك جَازَ أَن يكون سَمَّاهُ " ذَا قرد " بِالْألف فِي كل حَال.
(179) وَفِي حَدِيثه: " أخرج لنا كَفه كف ضخمة " كَذَا هُوَ فِي هَذِه الرِّوَايَة بِالرَّفْع. وَوَجهه أَنه حذف الْمُبْتَدَأ. أَي: هِيَ كف ضخمة. وَالنّصب أوجه على الْبَدَل.
(180) وَفِي حَدِيثه: " أَلا أخْبركُم بأشد مِنْهُ حرا من يَوْم الْقِيَامَة هذينك الرجلَيْن المقفيين " أما أَشد: فَهُوَ هُنَا مَفْتُوح؛ لِأَنَّهُ لَا ينْصَرف وَلَيْسَ بمضاف؛ لِأَنَّهُ نصب " حرا " بعده وَهُوَ كَقَوْلِه تَعَالَى: {أَو أَشد ذكرا} {وَأَشد قُوَّة} وَهُوَ مَنْصُوب على التَّمْيِيز.
تَوْجِيه قَوْله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] فِي الحَدِيث " هذينك "
وَأما قَوْله: " هذينك " فِيهِ وَجْهَان:
أَحدهمَا: أَنه بدل من قَوْله: بأشد.
وَالثَّانِي: أَن يكون مَنْصُوبًا بإضمار أَعنِي، وَأما الْكَاف فِي ذَيْنك فحرف للخطاب كَالَّتِي فِي قَوْله تَعَالَى: {فذانك برهانان من رَبك} .