(أ) قَالَ الشَّيْخ رَحمَه الله: قَوْله: غير الدَّجَّال أخوف: اللَّفْظ يدل على أَن غير الدَّجَّال هُوَ الْخَائِف؛ لِأَنَّك إِذا قلت: زيدا أخوف على كَذَا. دلّ [على] أَن زيدا هُوَ الْخَائِف، وَلَيْسَ معنى الحَدِيث على هَذَا. وَإِنَّمَا الْمَعْنى: إِنِّي أَخَاف على أمتِي من غير الدَّجَّال أَكثر من خوفي مِنْهُ، فعلى هَذَا يكون فِيهِ تَأْوِيلَانِ:
أَحدهمَا: أَن " غير " مُبْتَدأ و " أخوف " خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف. أَي غير الدَّجَّال أَنا أخوف على أمتِي مِنْهُ.
والتأويل الثَّانِي: أَن يكون أخوف على النّسَب أَي غير الدَّجَّال ذُو خوف شَدِيد على أمتِي، كَمَا تَقول: فُلَانَة طَالِق. أَي ذَات طَلَاق.
تَوْجِيه رِوَايَة " الْأَئِمَّة المضلين ".
(ب) وَقَوله: " الْأَئِمَّة المضلين " كَذَا وَقع فِي هَذِه الرِّوَايَة بِالنّصب. وَالْوَجْه فِيهِ أَن يكون التَّقْدِير: من تَعْنِي بِغَيْر الدَّجَّال؟ فَقَالَ: أَعنِي الْأَئِمَّة المضلين. وَإِن جَاءَ بِالرَّفْع كَانَ تَقْدِيره: الْأَئِمَّة المضلون أخوف من الدَّجَّال، أَو غير الدَّجَّال الْأَئِمَّة ...
مَا مَوضِع " لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه " بعد قَوْله " على كنز "؟
(97) وَفِي حَدِيثه قَالَ: قَالَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : " أَلا أدلك على كنز من كنوز الْجنَّة؟ لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه ".
قَالَ الشَّيْخ رَحمَه الله: يحْتَمل مَوضِع " لَا حول " الْجَرّ بَدَلا من كنز، وَالنّصب على تَقْدِير: أَعنِي، وَالرَّفْع على تَقْدِير: هُوَ.
(98) وَفِي حَدِيثه: " ونصرت بِالرُّعْبِ فيرعب الْعَدو وَهُوَ مني مسيرَة شهر ".