تَقْدِيره: شغله التحريش بَينهم، أَو همه. وَالْمعْنَى أَنهم لَا يزين لَهُم عِبَادَته وَلَكِن يرغبهم فِي التحريش بَينهم.
(65) وَفِي حَدِيثه: كَانَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] فِي سفر فَهبت ريح شَدِيدَة فَقَالَ: " هَذِه لمَوْت مُنَافِق ". فَلَمَّا قدمنَا الْمَدِينَة إِذا هُوَ قد مَاتَ عَظِيم من عُظَمَاء الْمُنَافِقين. قَوْله: " إِذا هُوَ " للمفاجأة كَقَوْلِه تَعَالَى: {ثمَّ إِذا دعَاكُمْ دَعْوَة من الأَرْض إِذا أَنْتُم تخرجُونَ} . وَهِي ظرف مَكَان عِنْد الْمُحَقِّقين. و " هُوَ " هَهُنَا ضمير الشَّأْن. إِذا لم يتَقَدَّم قبله ظَاهر يرجع إِلَيْهِ، ويسميه الْكُوفِيُّونَ " بِالْمَجْهُولِ " وَهُوَ مُبْتَدأ، وَمَا بعده الْخَبَر.
(66) وَفِي حَدِيثه: " كل مَوْلُود يُولد على الْفطْرَة حَتَّى يعرب عَنهُ لِسَانه فَإِذا أعرب عَنهُ لِسَانه إِمَّا شاكرا وَإِمَّا كفورا " حالان وَالْعَامِل فيهمَا مَحْذُوف، وَالتَّقْدِير: تبين إِمَّا شاكرا وَإِمَّا كفورا، وَيُوجد.
وَتَكون الْحَال دَالَّة على الْمَحْذُوف وَالْغَرَض مِنْهُ: أَنه إِذا بلغ عُوقِبَ بِكُفْرِهِ، وأثيب بشكره.
وَيجوز أَن يكون الْخَبَر محذوفا وَيكون " شاكرا وكفورا " مَعْمُولا عبر عَنهُ. أَي: إِذا بلغ شاكرا أَو كفورا اعْتد عَلَيْهِ بذلك، ويفيد أَنه قبل الْبلُوغ غير مُكَلّف.
(67) وَفِي حَدِيثه: " النَّاس غاديان: فمبتاع نَفسه فمعتقها، وبائع نَفسه فموبقها " تَقْدِيره: أَحدهمَا مبتاع نَفسه وَالْآخر بَائِع.