(62) وَفِي حَدِيثه: " من كن لَهُ ثَلَاث بَنَات " وَقع فِي هَذِه الرِّوَايَة كن بتَشْديد النُّون.
وَالْوَجْه من كَانَ لَهُ أَو من كَانَت. وَالْوَجْه فِي الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة أَنه جعل النُّون عَلامَة مُجَرّدَة للْجمع، وَلَيْسَت اسْما مضمرا، كَمَا أَن " تَاء التَّأْنِيث " فِي قَوْلك: قَامَت وَقَعَدت هِنْد عَلامَة لَا اسْم، وَقد ورد عَنْهُم ذَلِك، قَالَ الشَّاعِر:
(يلومنني فِي اشْتِرَاء النخيل ... قومِي وَكلهمْ ألوم)
قَالَ آخر:
(وَلَكِن ديافي أَبوهُ وَأمه ... بحوران يعصرن السليط أَقَاربه)
وَعَلِيهِ حمل قَوْله تَعَالَى: {ثمَّ عموا وصموا كثير مِنْهُم} . {وأسروا النَّجْوَى الَّذين ظلمُوا} . فِي أحد الْوَجْهَيْنِ.
وَقيل: النُّون اسْم مُضْمر وَهُوَ فَاعل وَثَلَاث بدل مِنْهُ. وَمن هَذَا قَوْلهم: " أكلوني البراغيث ".
(63) وَفِي حَدِيثه قَول إِبْلِيس لأحد أَصْحَابه: " مَا صنعت شَيْئا، وَلآخر نعم أَنْت " مَعْنَاهُ نعم أَنْت صنعت شَيْئا، أَو أَنْت مقدم عِنْدِي.
تَوْجِيه رِوَايَة
(64) وَفِي حَدِيثه: " إِن الشَّيْطَان قد يئس أَن يعبده المصلون وَلَكِن فِي التحريش بَينهم "