(357) فِي حَدِيث أبي بَرزَة - نَضْلَة بن عبيد - أَنه قَالَ فِي حَدِيث جليبيب: " فَقَالَت أمهَا: أجليبيب إنيه؟ " جمَاعَة من الْمُحدثين يخلطون فِي هَذَا اللَّفْظ، وَالصَّوَاب فِيهِ وَجْهَان:
أَحدهمَا: أجليبيب نيه؟ ! وَحَقِيقَته أَنه تَنْوِين كسر وأشبعت كَسرته فَنَشَأَتْ مِنْهَا الْيَاء، ثمَّ زيدت الْهَاء ليَقَع الْوَقْف عَلَيْهَا.
وَالثَّانِي: أجليبيب إنيه؛ (فإنيه) كلمة مُنْفَصِلَة مِمَّا قبلهَا. قَالَ الشَّاعِر:
(بَيْنَمَا نَحن واقفون بفلج ... قَالَت الدلج الرواء: إنيه)
وَالْغَرَض من ذَلِك كُله الِاسْتِفْهَام على طَريقَة الْإِنْكَار، وَقد ذكره سِيبَوَيْهٍ فِي كِتَابه، وَسمعت هَذَا كُله فِي [هَذَا] الحَدِيث من شَيخنَا أبي مُحَمَّد الخشاب [وَقت سَمَاعنَا عَلَيْهِ مُسْند أَحْمد بن حَنْبَل رَحمَه الله] .
(358) وَفِي [حَدِيث النُّعْمَان بن بشير، قَالَ] : " أكلهم أَعطيتهم [كَمَا أَعْطيته " فِي كلهم " وَجْهَان: