وَفِيه: " وَكَانَ أول من اسْتَيْقَظَ فلَان " " فلَان " اسْم كَانَ و " أول " خَبَرهَا و " من " نكرَة مَوْصُوفَة فَتكون " أول " نكرَة أَيْضا لِإِضَافَتِهِ إِلَى النكرَة، أَي: أول رجل اسْتَيْقَظَ.
وَفِيه: " قَالَت: عهدي بِالْمَاءِ أمس هَذِه السَّاعَة ". " عهد " مُبْتَدأ لِإِضَافَتِهِ إِلَى الضَّمِير، و (بِالْمَاءِ) مُتَعَلق بِهِ (وأمس) ظرف لعهدي، (وَهَذِه السَّاعَة) بدل من أمس [بدل بعض من كل] ، وَخبر الْمُبْتَدَأ مَحْذُوف تَقْدِيره: عهدي بِالْمَاءِ حَاصِل أَو نَحْو ذَلِك. وَيجوز أَن يكون (أمس) خبر (عهدي) ؛ لِأَن الْمصدر يخبر عَنهُ بظرف الزَّمَان.
وَفِيه: " فَإِن كَانَ الْمُسلمُونَ بعد يغيرون " (إِن) هَهُنَا مُخَفّفَة من الثَّقِيلَة وَاسْمهَا مَحْذُوف أَي: إِنَّه كَانَ الْمُسلمُونَ كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَإِن كَادُوا ليستفزونك من الأَرْض} .
وَفِيه: " يغيرون على مَا حولهَا من الْمُشْركين وَلَا يصيبون الصرم الَّذِي هِيَ مِنْهُ، فَقَالَت يَوْمًا لقومها: مَا أَدْرِي. إِن هَؤُلَاءِ يدعونكم [عمدا] فَهَل لكم فِي الْإِسْلَام؟ فأطاعوها فَدَخَلُوا فِي الْإِسْلَام ". الْجيد: (إِن هَؤُلَاءِ) بِالْكَسْرِ على الِاسْتِئْنَاف وَلَا يفتح على إِعْمَال (أَدْرِي) فِيهِ؛ لِأَنَّهَا قد علمت بطرِيق الظَّاهِر أَن الْمُسلمين تركُوا الإغارة على صرمها مَعَ الْقُدْرَة على ذَلِك، فَلهَذَا رغبتهم فِي الْإِسْلَام أَي: قد تركُوا الإغارة رِعَايَة لكم، وَيكون مفعول: (مَا أَدْرِي) محذوفا أَي: مَا أَدْرِي لماذا تمتنعون من الْإِسْلَام أَو نَحْو ذَلِك؟
وَفِيه: " وَإِن كَانَ آخر ذَلِك أَن أعطي " (آخر) بِالنّصب أقوى على أَنه خبر كَانَ مقدم، وَأَن (أعْطى) فِي مَوضِع رفع اسْم كَانَ؛ لِأَن (أَن) وَالْفِعْل أعرف من الِاسْم الْمُفْرد. وَيجوز رفع آخر وَنصب أَن أعْطى؛ لِأَن كليهمَا معرفَة، وَقد جَاءَ الْقُرْآن بهما فِي نَحْو قَوْله تَعَالَى: {فَمَا كَانَ جَوَاب قومه إِلَّا أَن قَالُوا} بِالنّصب وَالرَّفْع.
(316) وَفِي حَدِيث أبي زيد [الْأنْصَارِيّ] عَمْرو بن أَخطب: " فَقَالَ: يَا رَسُول الله: