كثرت على ألسنة العرب عند الأكل والشرب والقيام والقعود، فحذفت الألف اختصارا من الخط لأنها ألف وصل ساقطة في اللفظ، فإن ذكرت اسما من أسماء الله عز وجل وقد أضفت إليه الاسم لم تحذف الألف لقلة الاستعمال، نحو قولك باسم الرب، وباسم العزيز. فإن أتيت بحرف سوى الباء أثبت أيضا الألف نحو قولك لاسم الله حلاوة في القلوب، وليس اسم كاسم الله، وكذلك باسم الرحمن، وباسم الجليل، و"اقرأ باسم ربك الذي خلق". فإذا أسقطت الباء كان ذلك في الاسم أربع لغات: اِسم وسِم واُسم وسُم. قال الشاعر:
أرسل فيها بازلا لا نعدمه ... باسم الذي في كل سورة سمه
قد وردت على طريق تعلمه.
وقال آخر:
وعامنا أعجبنا مقدمه ... يدعى أبا السمح وقرضاب سمه
القرضاب اللص. فمن قال اسم وسم أخذه من سمى يسمى مثل علي يعلى
ومن قال اسم وسم أخذه من سما يسمو، وكلاهما معناه العلو والارتفاع.
فإن سأل سائل فقال: لم أدخلت الباء في بسم وهي لا تكون إلا صلة لشيء قبلها؟ فالجواب في ذلك أن الله تبارك وتعالى أدب نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقدم اسمه