وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم، فضرب دونها حجاب فطعن فيه. وإن المسيح لما ولد حفت به الملائكة فلم ينهزه إبليس وصارت الشياطين إليه فقالوا: قد نكست الأصنام رءوسها، فقال: قد حدث أمر عظيم، فضرب خافقي الأرض وأتى البحار فلم يجد شيئًا ثم وجد المسيح - صلى الله عليه - قد ولد فقال: "قد ولد نبي" صلى الله عليه.
• "بسم" جر بباء الصفة وهي زائدة. فإن قيل: ما موضع الباء من بسم الله؟ ففي ذلك ثلاثة أجوبة: قال الكسائي: لا موضع للباء، لأنها أداة. وقال الفراء: موضع الباء نصب على تقدير أقول [بسم الله أو قل بسم الله]. وقال البصريون: موضع الباء رفع بالابتداء أو بخبر الابتداء، فكأن التقدير أول كلامي [باسم الله، أو باسم الله أول كلامي]. قال الشاعر:
تسألنى عن بعلها أي فتى ... خب جبان فإذا جاع بكى
أي هو [خب] جبان، وأي فتى هو. وقال الله تعالى وتبارك: (بشر من ذلكم النار) أي هي النار. وعلامة الجر في "بسم" كسرة الميم، ولم تنونه لأنه مضاف. فإن قيل لك: لم لم تنون المضاف؟ فقل: لأن الإضافة زائدة والتنوين زائد، ولا يجمع بين زائدين. فإن قيل: لم أسقطت الألف من بسم والأصل باسم؟ فقل: لأنها