عند كل أخذ في عمل ومفتتح كل كلام تبركا باسمه جل وعز، فكان التقدير قل يا محمد باسم الله.

والألِفُ في اسم الله ألف وصل تسقط في التصغير إذا قلت سُمَى.

فإن قال قائلٌ: الأسماء لا تتصرف وإنما التصرف للأفعال كقولك ضرب يضرب ضربًا، فلم قالت العرب بسمل يبسمل بسملة؟ فالجواب في ذلك أنّ هذه الأسماء مشتقة من الأفعال، فصارت الباء كبعض حروفه إذ كانت لا تفارقه وقد كثرت صحبتها له؛ قال الشاعر:

لقد بسملت ليلى غداة لقيتُها ... فيا حبذا ذاك الحبيبُ المبسمِلُ

ومن ذلك قولهم: قد هيلل الرجل إذا قال لا إله إلا الله، وقد حولقَ إذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله، وقد حيعل إذا قال حي على الصلاة، وقد حمدل إذا قال الحمدُ لله، وقد أكثر من الجعفلة أي من قول جعلني الله فداك.

•واسم "الله" جر بإضافة الاسم إليه، والأصل باسم الإله؛ قال عبد الله بن رواحة:

باسم الإله وبه بدينا ... ولو عبدنا غيره شقينا

وحبذا ربًا وحب دينا

فحذفت الهمزة اختصارًا وأدغمت اللام في اللام، فالتشديد من جلل ذلك، ولم تُنَوِّنْ ذلك لدخول الألف واللام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015