قل ولم يقولوا لتقل، وقالوا اضرب ولم يقولوا لتضرب؛ على أنه قد قرئ "فبذلك فلتفرحوا" بالتاء على أصل الأمر. والاختيار عند جميع النحويين حذف اللام إذا أمرت حاضرًا، وإثباتها إذا أمرت غائبًا. وربما اضطر شاعر فحذف من الغائب؛ قال الشاعر:
محمد تفد نفسك كل نفس ... إذا ما خفت من أمر وبالا
أراد لتفد [فحذف].
• "الإنسان" رفع بفعله، وهو واحدٌ في معنى جماعة. قال الله تبارك وتعالى: (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا) فاستثنى «الذين آمنوا» من الإنسان؛ ولو كان واحدًا ما جاز الاستثناء منه. والأصلُ الإنسيان، فخذفت الياء اختصارًا، وجمعه أناسين مثل بساتين، وتصغيره أنيسيان. وحدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء قال: من العرب من يقول في إنسان إيسان بالياء، ويجمعه أياسين. وقال سيبويه: من العرب من يجمع إنسانًا أناسية. وأما قوله (وأناسي كثيرا) فقيل واحدها إنسي وقيل إنسان. [والعرب تقول للرجل إنسانٌ، وللمرأة إنسانٌ]. وربما أثبتوا الهاء تأكيدًا لرفع اللبس فقالوا كلم إنسان إنسانة؛ قال الشاعر:
إنسانة تسقيك من إنسانها ... خمرا حلالا مقلتاها عنبه