والعرب تقول في تأكيد المؤنث [وإن لم يحسوا لبسا] عجوزة، وأتانة، وامرأةٌ أنثى؛ قال الله تبارك وتعالى: (إن هذا آخي له تسع وتسعون نعجة أنثى) كذلك قرأها ابن مسعود. وقال آخرون: معناه تسعٌ وتسعون نعجةً حسناءَ. يقال: امرأة أنثى أي حسناء: ومن التأكيد أيضًا قولهم رجل ورجلة، وشيخ وشيخة؛ قال الشاعر:
فلم أر عامًا كان أكثر هالكا ... ووجه غلام يسترى وغلامه
ومعنى يسترى يختار. [وقال آخر:
هتكوا جيب فتاتهم ... لم يبالوا صولة الرجله]
• "مم خلق" الأصل من ما خُلق، أي من أي شيء خُلق؛ فأدغمت النون في الميم. وحذفت الألف من «ما» في الاستفهام مع من وعن، كقوله: (عم يتساءلون) ومع اللام كقوله: (لم تعظون) ومع في كقوله: (فيم أنت من ذكراها). والأصل في ذلك كله لما وعما وفيما ومما. وكذلك يحذفون من علام وحتام. وقد جودت ذلك في كتاب الماءات. ف «ما» جر بمن، ولا يتبين فيه الإعراب لأنه اسم ناقص. و «خلق» فعل ماض وهو فعل ما لم يسم فاعله. وعلامة ما لم يسم فاعله ضمك أول الفعل. فلو صرفت قلت خلق يخلق خلقا فهو مخلوقٌ، والفاعل الخالق، والأمر ليخلق باللام لا غير؛ لأن ما لم يسم فاعله كالغائب. وإذا سميت