والتقدير إن كل نفسٍ إلا عليها حافظ. هذا في قراءة من قرأ «لما» بالتشديد وهي قراءة أهل الكوفة. ومن قرأ «لما» بالتخفيف فـ «ما» صلةٌ، والتقدير إن كل نفس لعليها حافظٌ.
• "فلينظر": الفاء حرف نسق، وتكون جوابًا لكلام متقدم. و «لينظر» مجزوم بلام الأمر، والأصل فلينظر بكسر اللام، كما قال الله تعالى (لينفق ذو سعة من سعته). وإنما أسكنت اللام لاتصالها بالفاء تخفيفا، وكذلك إذا تقدمتها واوٌ جاز الإسكان والكسر، وكذلك [ثم؛ كقوله: (ثم ليقطع)] (ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم) كل ذلك صوابٌ، وقد قُرئ به، والكسر الأصل، والسكون عارض. فلو قرأ قارئ «فلينظر الإنسان» بكسر اللام لكان سائغًا في العربية، غير أنه لا يُقرأ به إذ لم يتقدم له إمام، والقراءة سنة يأخذها آخر عن أول ولا تحمل على قياس العربية. فإن سأل سائل: ما الفرق بين قوله (قل هو الله أحد) وبين (فلينظر الإنسان) وهما أمران؟ هلا حذفت اللام من فلينظر وأثبتها في قل؟ فالجواب في ذلك أن الأمر قد كثر في كلامهم للمواجه المخاطب وقل ذلك للغائب، فاستخفوا طرح اللام وحرف المضارع من الأمر للمخاطب وقالوا