الأسماء معارف لا تنصرف للتأنيث والتعريف. قال الله تعالى: (إنها لظى)، و (ما سلككم في سقر). قال ابن دريد: جهنم اسم أعجمي، وكان الأصل جهنام. فأما الجهم فإنه الغليظ، ويقال وجه جهم. والجهام [من] السحاب الذي قد هراق ماءه، [ومثله الهف والخلب، يقال شهدة هفة لا عسل فيها].
• "لا يصلاها" «لا» جحد ها هنا. و «يصلى» فعل مضارع. يقال: صلى يصلي صليا فهو صال، وصلاه الله تصلية، والأجود أصلاه الله يصليه؛ لأن الله تعالى قال: (فسوف نُصليه نارًا) فلم يختلف القراء في هذه إلا الأعمش فإنه قرأ: «فسوف نَصليه» بفتح النون، فاعرفه، فإنه حرفٌ نادرٌ. و «ها» مفعول بها.
• "إلا الأشقى" «إلا» تحقيق بعد جحد. و «الأشقى» رفع بفعله، وفعله يصلى. فإن سأل سائل فقال: النار يدخلها كل كافر فلم خص الأشقى [ها هنا]؟ فالجواب في ذلك أن النار طبقات ودركات، فالمنافقون في الدرك الأسفل كما قال الله تعالى، والأشقى يصلى لظى [كما قال الله]، وسائر الكفار والعصاة على مقاديرهم، كما أن أهل الجنة في الدرجات على مقادير طاعتهم. يقال يوم القيامة لصاحب القرآن: اقرأ وارق فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها. والأشقى صفة لمذكرٍ، والمؤنث الشقيا.