لفضيلة الشيخ: مناع القطان
مدير إدارة الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
يجدر بنا في مستهل هذا البحث أن نقدم له بكلمة نتعرف منها على ملامح هذه الشخصية الفذة والعوامل التي أثرت فيها.
بيئته وعصره:
للبيئة -طبيعية كانت أو اجتماعية- أثرها في تكوين شخصية الإنسان، فإن مقومات الشخصية تعتمد على الصفات الجسمية والعقلية والخلقية، وهذه الصفات منها ما يكون وراثيا، ومنها ما يكون مكتسبا، وهذه وتلك تتأثر تأثرا مباشرا ببيئة الإنسان، والبيئة الاجتماعية بما يسودها من أعراف وعادات وتقاليد هي التي توجه الشخصية إلى السلوك الاجتماعي الذي يلائمها إيجابا أو سلبا.
والداعية المصلح هو الذي يتفاعل مع بيئته تفاعلا واعيا يتحسس به نفسيات الناس وسجاياهم وعقائدهم وأخلاقهم، وتصوراتهم للحياة ومفاهيمهم عنها، ويدرك عوامل الخير فينميها وعوامل الشر فيعالجها بالحكمة.
إنه يعيش بمشاعرهم وأحاسيسهم، ويقف منهم موقف الغطاس الماهر يفحص موطن الداء، ويصف الدواء، ويرى حياته مرهونة بإنقاذهم من براثن الشرك والضلال،