الوصية الرابعة: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

وهي أيضاً من واجبات الإسلام، والتوسع فيها لا مناسبة له.

والمعروف هو ما أمر الله به ورسوله.

والمنكر هو ما نهى الله تعالى عنه ورسوله، وسمي هذا معروفاً لأن النفوس الطيبة تعرفه وتألفه، وسمي هذا منكراً لأن النفس الطيبة تنكره وتستقبحه، فكل شيء تستقبحه النفوس الطيبة فإنه من المنكر، فيقال -مثلاً-: المسكرات من المنكرات، والفواحش من المنكرات كالزنا ومقدماته.

ويقال: التبرج والاختلاط الذي يؤدي إلى فساد هذا من المنكرات، ويقال أيضاً: إن السباب واللعن والغيبة والنميمة والتنقص والسخرية والاستهزاء بالمسلمين وما أشبه ذلك من المنكرات.

كما يقال: إن أضدادها من المعروف، فالإحسان إلى الناس ومدحهم، وإيصال الخير إليهم، والنصيحة لهم ودعوتهم إلى الله في الصلوات والمساجد وعمارتها كل ذلك من عمل الخير والمعروف، وكذلك ذكر الله تعالى، وتلاوة الكتاب، ودعا الله تعالى وإخلاص الدين له، وتعلم العلم وتعليمه والعمل به ونشره وما أشبه ذلك من المعروف.

ثم الأمر يستدعي الإلزام، فإنك إذا أمرت فإنك تأمر بإلزام أو بإرشاد، فتارة تقول: أيها الإخوة! أيها المسلمون! أدعوكم إلى كل معروف، أدعوكم إلى أن تكونوا متحابين متوادين في ذات الله تعالى، أدعوكم إلى أن تكثروا من ذكر الله تعالى وتلاوة الكتاب، وأنهاكم عن المنكرات فلا تشربوا دخاناً ولا مسكراً، ولا تسهروا على لعب، ولا تستمعوا إلى غناء وباطل ونحو ذلك، فكل هذا من المنكر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015