يقول: [ويرون جهاد الكفار معهم، وإن كانوا جورة، ويرون الدعاء لهم بالإصلاح والعطف إلى العدل] .
الجهاد: هو قتال الكفار.
فمن عقيدة أهل السنة أنهم يرون الحج والجهاد مع الأمراء أبراراً كانوا أو فجاراً، وذلك لأنه في الزمان القديم لا يتيسر الحج إلا مع أمير يحفظ أولئك الحجاج، ويكون معه جيش قوي وأسلحة حتى لا يعترض للحجاج قطاع الطريق من الأعراب ونحوهم الذين يعترضونهم ويأخذون أمتعتهم، فيأمرون على الحج أميراً قوياً، وقد يكون ذلك الأمير متلبساً بشيء من المعاصي، إما بتأخير الصلاة، وإما بشرب المسكرات، وإما باستماع الأغاني ونحوها.
فيقولون: الحج معه خير من ترك الحج، والحج معه أولى من الحج منفرداً والتعرض لقطاع الطريق.
كذلك أيضاً الجهاد قتال الكفار، وهو الغزو، ولابد أن يكون لهم أمير، فليس شرطاً أن يكون ذلك الأمير مهذباً أو تقياً نقياً، بل يجاهد معه في نصر الإسلام، ويجتمع المجاهدون تحت رايته ويطيعونه، ويسيرون بتدبيره، ولا يجوز الغزو إلا بإذنه، ويلزمهم طاعته والصبر معه والسير بسيره، وعليه أن يرفق بهم ولا يكلفهم ولا يشق عليهم، وعليهم أن يسمعوا له ويطيعوا ولو كان منتقداً أو مرتكباً شيئاً من المعاصي، فإن ذلك لا يخول لهم أن يتركوا الجهاد، فالجهاد عبادة عظيمة وشعيرة من شعائر الإسلام بها أظهر الله تعالى الدين ونصره، وبها انتصر المسلمون وقضوا على كثير من الملل الكفرية، فما دام أن فيه مصلحة فإننا نجاهد كل كافر مع كل أمير ولو كان الأمير من الفجرة أو من الجورة.