Q تظهر بين فترة وأخرى صيحات تنادي بالتقريب بين الرافضة والسنة، فما توجيهكم لذلك؟
صلى الله عليه وسلم هذا كان في أوائل القرن الرابع عشر، أي: في حدود سنة (1310) إلى حدود سنة (1350) ، حين كان الرافضة الذين في إيران والعراق يتصلون بأهل مصر والشام ويحاولون التقريب، ويقولون: نحن مسلمون.
ثم يذكرون خصالهم التي يتمدحون بها، فيقولون: لماذا نتفرق؟ ولماذا يحصل هذا التفريق بيننا وبينكم وأنتم مسلمون ونحن مسلمون؟ فما الفرق بيننا؟ هكذا يقولون.
ثم انتبه لهم بعض العلماء، وانخدع بهم كثير من علماء مصر وقالوا: إنهم إخواننا وإنهم مسلمون.
وممن انتبه لهم: محب الدين الخطيب رحمه الله، وذلك لأنه عندما نظر إلى ما يدعون إليه من التقريب وما هو التقريب الذي يريدونه نظر إلى أنهم يجتذبوننا إلى أن نصير مثلهم، وإلى أن نتبرأ من الشيخين أبي بكر وعمر ونسبهما، وكذلك أيضاً نتبرأ من الصحابة ونطعن فيهم وما أشبه ذلك، ونرد كتب الصحيح ونتبرأ منها، هذا هو التقريب الذي يريدونه، فعند ذلك ألف رسالته المطبوعة التي صارت غيظاً لهم، وسماها (الخطوط العريضة) .
ولما فطن لهم قال: هذا التقريب الذي يدعوننا إليه ليس تنازلاً منهم عن شيء من عقيدتهم، فما قالوا: تنازلوا عن شيء من عقيدتكم ونتنازل نحن عن شيء من عقيدتنا.
ولا قالوا: اتركوا بعضاً من التشدد ونحن نترك بعضاً من التشدد.
بل قالوا: ندعوكم إلى أن تتبرؤوا من الشيخين، وتتبرؤوا من الصحيحين اللذين فيهما أحاديث مكذوبة، وتقولوا كذا وكذا.
هذا هو التقريب الذي يزعمونه.
وانتبه لهم أيضاً عالم آخر رد عليهم، يقال له: ابن جبهان وله الكتاب المطبوع الذي اسمه (تبديد الظلام وتنبيه النيام) ، وفيه بيان لما يدعون إليه من هذا التقريب، وبيان أن تقريبهم إنما هو دعوة إلى عقيدتهم.
هذا هو الصحيح.
فنحن نقول: أهل السنة قبلكم، وأنتم ما أحدثتم إلا في آخر القرن الأول وما بعده، فإذا كان أهل السنة قبلكم فلماذا تدعونهم إلى شيء حادث متجدد؟! وإذا كان كذلك فنحن ندعوكم إلى التقريب، نحن نترضى عن أهل البيت الذين تترضون عنهم، فأنتم تقولون: نحن نحب أهل البيت.
ونحن كذلك نحب أهل البيت، ولكن لسنا مثلكم نعبد أهل البيت كما تعبدونهم، ونحن نحب بقية الصحابة وأنتم تبغضونهم وتلعنونهم، فأين التقريب؟! ونحن نتمسك بالقرآن وأنتم تطعنون فيه وتدعون التحريف فيه وأن الصحابة خانوه وحذفوا أكثر من ثلثيه مما يتعلق بولاية أهل البيت وبفضائل أهل البيت، حذفوا منه أكثر من عشرة آلاف آية على حد زعمهم.
ويقولون: إن جعفر الصادق -وقد كذبوا عليه عشرات الآلاف من الكذب- كان يقول: عندنا مصحف فاطمة مثل مصحفكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه آية من مصحفكم هذا.
فأين هذا المصحف الذين يقولونه؟! فعرف بذلك أنهم أعداء ألداء لأهل السنة، فلا يعتبر تقريبهم الذي يدعونه.