Q ما الحكم فيمن يقول: إننا لم نر شيئاً يسوؤنا من الرافضة، فهم يظهرون لنا خلقاً حسناً وتعاملاً طيباً، وهم ليسوا كما تقولون وتحذرون، وخصوصاً أن بعضهم إذا سئل عن بعض ما ينسب إلى الرافضة ينكر ذلك، فما نصيحتكم لمثل هؤلاء؟
صلى الله عليه وسلم معلوم أن الرافضة حدثوا في وسط القرن الأول ولكنهم كانوا قلة، ثم صاروا يتمكنون ويزدادون قوة إلى أن صار لهم مكانة، ولكن طوال هذه القرون كانوا أذلة لم يتمكنوا، ولما رأوا أنهم لابد يختلطوا بالناس رأوا كتمان أمرهم، ورووا عن جعفر الصادق أنه كان يقول: (التقية ديني ودين آبائي) ، فصاروا يتعاملون معنا بالتقية، بمعنى أنهم إذا لقوا أهل السنة أخذوا يمدحون السنة ويترضون عن الصحابة ويمدحونهم، ولكن قلوبهم ممتلئة غيظاً وحقداً عليهم، {يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} [آل عمران:167] ، فيتصفون بصفات المنافقين، هذه عقيدتهم، وأدلة ذلك كثيرة والواقع يشهد بذلك.
فإذا قرأنا في كتبهم التي فيما بينهم وجدناهم يصرحون بمعتقدهم، فيسبون الصحابة رضي الله عنهم، ويحملون الآيات ما لا تحتمله، فيقولون في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} [النساء:51] : الجبت والطاغوت أبو بكر وعمر هكذا يقولون.
ويقولون في قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد:1] قالوا: يدا أبي لهب أبو بكر وعمر!! ويقولون في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} [البقرة:67] البقرة هي عائشة بنت أبي بكر.
هكذا يقولون! ثم تأويلاتهم في كتب تفاسيرهم أمرها عجائب، لهم تفاسير ولكن أكثر تفاسيرهم التي في إيران والعراق يخفونها ويكتمونها، ولكن بعد أن طبعت لم تعد خفية.
فنحن نقول: إذا رأيتم وعلمتم أن هؤلاء من الرافضة الذين يسمون أنفسهم شيعة فخذوا حذركم منهم، وكونوا على حذر، وذلك لأنهم يضمرون العداوة لكل أهل السنة، ويودون أن يفتكوا بهم بكل ما يستطيعون، وتتقطع قلوبهم حسرة وغيظاً على كل من هو من أهل السنة، ويحبون أن يوصلوا إلى أهل السنة ما يستطيعونه من الأضرار، والشواهد كثيرة، والحكايات عنهم في ذلك مشهورة.
حتى إن بعض الإخوان في مكة ذكر أنه كان بجوارهم في الموسم بعض من الجعفرية، يقول: فكنا إذا خرجنا نحو المسجد ولقيناه فصافحناه بأيدينا رجع يغسل يديه؛ لأنه يعتقد أن أيدينا نجسة، فيرجع يغسلها حتى لا يصلي بهذه النجاسة، وفي زعمه أن أيدينا نجسة.
والمكائد التي نقلت عنهم كثيرة.
وإذا قدر أن فيهم من هم قريبون من الحق فإننا نجادلهم ونبين لهم، فإذا هداهم الله تعالى ورجعوا وتركوا مذهبهم فلا بأس، وقد رجع كثير من شبابهم لما رأوا الأمور التي في مذهبهم والتي تضحك المجانين، وعرفوا بذلك بعدهم عن الصواب.