رد الاستدلال بقوله تعالى: (ولكن الله رمى) على الجبر

Q لو قال قائل: إن العبد كأداة لا يفعل أي شيء ولكن الله يفعل.

واستدل بقول الله جل وعلا: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال:17] ؟ فما جوابه؟

صلى الله عليه وسلم العبد بغير شك مخلوق وأفعاله مخلوقة لله تعالى، ولكن الله تعالى أعطاه قوة، ولهذا أثبت في هذه الآية أنه رمى، وذلك دليل على أنه وقع منه الرمي، والآية نزلت في قصة بدر، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قبض قبضة من الحصباء ملء كفه ثم رمى بها في وجوه المشركين، وقال: (شاهت الوجوه) ، هذه القبضة لو كانت بقوته لما تجاوزت عشرين متراً أو نحوها، ولكن الله تعالى هو الذي دفعها فوصلت إلى أقاصي المشركين وهم نحو الألف، ولم يبق أحد منهم غالباً إلا ووصلت إلى وجهه أو ضربته في وجهه أو نحو ذلك، فأخبر بأنه هو الذي دفع الرمية حتى وصلت إلى أقاصيهم، ولم يكن ذلك كله بقوته عليه الصلاة والسلام، فلا حجة في الآية على سلب العبد قدرته وإرادته كقول الجبرية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015