وما هو؟ قال: إن الله يقول " ولو كُنتَ فظّاً غَليظَ القلبِ لأنْفَضُّوا من حَولك " وهأنت فظ غليظ القلب، ونحن نتكاثر عليك! فقال له: حاجتك؟ قال ترتبني في دار أمير المؤمنين المأمون. قال: قد فعلت! قال: وتقضي ديني وهو ثلاثون ألف درهم! قال: قد فعلت.
ثم إنه اعتل من فساد مزاج، فتخلف عن المأمون إلى أن مات، فحضر المأمون جنازته، وصلى عليه، ووقف على قبره، فلما دلي فيه قال: رحمك الله فلأنت كما قال الشاعر:
أخو الجدّ إن جدّ الرّجال وشمّروا ... وذو باطلٍ إن شئت ألهاك باطله
وزر للمأمون بعد أحمد بن أبي خالد، وكانا جميعاً مع عمرو بن مسعدة من كتاب الحسن بن سهل، وهو أشار على المأمون بهما، فقد مهما لوزارته، ولم يكن في زمن أحمد بن يوسف أكتب منه، وشعره يرتفع عن أشعار الكتاب، وهو أحد من رأس ببلاغته وبيانه.