التي جعله فيها، فقال يهجوه من أبيات:
جالست يوماً أباناً ... لا درّ درّ أبان
فجاوبه أبان بما أقذع فيه.
ولم يذكر أبو الفرج فيما أورد من أخباره تغير البرامكة عليه، ولا إحالة عندهم لحاله، بل حكى أن مروان بن أبي حفصة شكا إلى بعض إخوانه تغير الرشيد عليه وإمساكه يده عنه، فقال له: ويحك أتشكو الرشيد بعد ما أعطاك وأغناك! قال: ويحك أتعجب من ذلك، هذا أبان اللاحقي قد أخذ من البرامكة بقصيدة قالها واحدة، مثل ما أخذته من الرشيد في دهري كله، سوى ما أخذه منهم ومن أشباههم بعدها.
وكان أبان نقل للبرامكة كتاب كليلة ودمنة فجعله شعراً ليسهل حفظه عليهم، وهو معروف، فأعطاه يحيى عشرة آلاف دينار، وأعطاه الفضل خمسة آلاف دينار. قال الصولي: فتصدق أبان بثلث المال، خمسة آلاف دينار لأنه كان حسن السريرة حافظاً للقرآن.