ابن أبي حفصة، فقالوا: إن لذلك مذهباً في هجاء آل أبي طالب وذمهم، به يحظى، وعليه يعطى، فاسلكه حتى نفعل، قال: لا أستحل ذلك، قالوا: فما تصنع؟ لا يجيء طلب الدنيا إلا بفعل ما لا يحل! فقال أبان من قصيدة:
نشدت بحقّ الله من كان مسلماً ... أعمّ بما قد قلته العجم والعرب
أعمّ رسول الله أقرب زلفةً ... إليه أم ابن العمّ في رتبة النّسب
وأيّهما أولى به وبعهده ... ومن ذا له حقّ التراث بما وجب
فإن كان عباسٌ أحقّ بتلكم ... وكان عليٌّ بعد ذاك على سبب
فأبناء عبّاسٍ هم يرثونه ... كما العمّ لابن العمّ في الإرث قد حجب
فقال له الفضل: ما يرد اليوم على أمير المؤمنين أعجب من أبياتك! وركب فأنشدها الرشيد، فأمر لأبان بعشرين ألف درهم، واتصل مدحه للرشيد بعد ذلك وخص به.
وأما هجاء أبي نواس لأبان، فإن يحيى بن خالد كان قد جعل أمر الشعراء وامتحان أشعارهم وترتيبهم في الجوائز إلى أبان، فلم ترض أبا نواس المرتبة