بعدهم خطبانه وصابه، فأحضر في وقت ستمائة ألف دينار، سوى ما ظهر من حلي وآنية واثاث وكراع وعقار، هذا وسماحهم يستحقر له مقدارها، وتراثهم الكريم لا يبلغ معشارها، أبوا إلا أن يشبهوا أباهم، ورأوا خير ثيابهم ما كان على سواهم:
ذي المعالي فليعلون من تعالى ... هكذا هكذا وإلاّ فلا لا
وأما الحضرة الإمامية فإعتاب الكتاب شأنها، لا برحت يباري البحر بنانها، ويباهي السحر بيانها، ما شئت من إقالة وإغضاء على بطالة، ومسامحة لحصر في وجازة وهذر في إطالة، لا تحوج أخا الذنب إلى الإعتذار، ولا تبتهج ابتهاجها بالعفو مع الإقتدار، كم حقنت من دم، وصفحت عن ذي ندم، وأخذت بيد في عثرة بقدم، وأرشدت من حيران لا يعرف متأخراً من متقدم، عائدة على المريب بترك التثريب، عود الشباب على المشيب، والرباب على الجديب، وعامدة إلى المليم بعطف الحليم، عمد الحباء إلى العديم، والشفاء إلى السقيم، فلا يأس من روح الله برجائها، ولا أرج للمحاسن ما لم تتضوع من أرجائها، رب جبر من إسجاحها عضده عيان، ولطف لإبقائها بعثه ليان؛ أما وحرمها العتيق وكرمها العريق ما لعدها عديل ولا من فضلها بديل، فكيف