ومن هذا النحو قول الحجاج وقد ظفر بعمران بن حطان الشاري: اضربوا عنق ابن الفاجرة! فقال: بئس ما أدبك به أهلك يا حجاج! كيف أمنت أن أجيبك بمثل ما لقيتني به، أبعد الموت منزلة أُصانعك عليها! فأطرق الحجاج استحياءً وقال: خلوا عنه! فخرج إلى أصحابه فقالوا: والله ما أطلقك إلا الله، فارجع إلى حربه معنا، فقال: هيهات! غل يداً مطلقها، واسترق رقبةً معتقها، ثم قال:
أأُقاتل الحجّاج عن سلطانه ... بيدٍ تقرّ بأنّها مولاته
إني إذاً لأخو الدناءة والذي ... عفّت على عرفانه جهلاته
ماذا أقول إذا وقفت موازياً ... في الصفّ واحتجّت له فعلاته
وتحدّث الأكفاء أنّ صنائعاً ... غرست لديّ فحنظلت نخلاته
أأقول جار عليّ، إني فيكم ... لأحقّ من جارت عليه ولاته
تالله لا كدت الأمير بآلةٍ ... وجوارحي وسلاحها آلاته