كتب للمعتضد، وكان يؤمل وزارته، فلما وجه المعتضد إلى عبيد الله وأمره بالبكور إليه ليخلع عليه ويقلده الوزارة، دخل في انصرافه إلى علي هذا وأعلمه بما فوض إليه المعتضد، وسأله معاضدته ومشاركته في أمره، فأجابه إلى ذلك، وتعاهدا عليه، ثم فسد ما بينهما، فلاحاه عبيد الله بحضرة المعتضد وقال له: لمن كتبت حتى تدعي الفصاحة؟ فقال: ألي تقول هذا؟ أنت كتبت لموسى بن بغا، وأنا كتبت لأمير المؤمنين، فأينا أولى بالفخر! ويقال إن القواد قالوا لبدر: مولاك رضي الله عنه على ما تعرفه وماله في صدور الناس من الهيبة، وقد أحب أن تستوزر ابن الفياض، وهو من تعلم في جفائه، فلا يجد الناس بين الخليفة وكاتبه فرقاً! فلم يزل بدر يلطف به حتى صرفه عن ذلك الرأي.
وكان لأبن الفياض كاتب يكتب لأبي عيسى بن المتوكل، فلما حدثت الحادثة على أبي عيسى قبض على كاتبه، فاستتر ابن الفياض، فدخل يوماً عبيد الله بن سليمان إلى المعتضد، وكره أن يهجم عليه من ابن الفياض بما يكره، ولا يدري ما يكون جوابه، ولا ما يجده عنده، فقال له: يا أمير المؤمنين، قد استوحش