ابنه القاسم بن عبيد الله لبدر المعتضدي، وجلت حاله، فاستنابه في العرض على المعتضد، وسعى به بعض حسدته، فلم يقبل المعتضد سعايته، وحضر عبيد الله، فدفع إليه السعاية، فأنشده:
كفاية الله خيرٌ من توقّينا ... وعادة الله بالإحسان تغنينا
كاد الوشاة ولا والله ما تركوا ... قولاً وفعلاً وبأساءً وتهجينا
فلم نزد نحن في سرٍ وفي علنٍ ... على مقالتنا الله يكفينا
وحكي أن المعتضد تقدم إليه بأن يوعز إلى القواد وسائر الجند بالخروج إلى الصيد معه، وذلك في فصل الشتاء، فقال له: يا أمير المؤمنين، لهؤلاء القوم استحقاق والمال عزيز، ومتى أُمروا بذلك طالبونا بما يجددون به التهم! فأمسك عنه إلى أن خرج من حضرته، ثم تقدم إلى خفيف السمرقندي حاجبه بالقبض عليه وأخذ سيفه ومنطقته، ففعل ذلك. وانصرف القاسم بن عبيد الله من دار بدر فسأل عن أبيه، فعرف الخبر، فعاد من وقته إلى بدر، فتلطف في الوصول إليه، وبكى بين يديه، فركب بدر إلى الدار، فاستأذن على المعتضد، فتبسم وعلم ما جاء به، فوجه إليه: لي شغل مع الحرم، فقال بدر: إن معي خبراً