اعتاب الكتاب (صفحة 133)

فتىً نشأت من كفه ديم الندى ... فظلت سجال الرزق تجري خلالها

ترى الجود يجري من فريد يمينه ... كصفحة هنديٍّ أرتك صقالها

ولو نيط من نجم السماء فضيلةٌ ... لمدّ إليها الكفّ حتى ينالها

ومحمد بن سعيد الزجالي والد عبد الله هذا هو أول من رأس من هذا البيت وجل بالكتابة وأورثها عقبة، وكانت نباهته ورياسته بعلمه وبيانه، كأحمد بن يوسف وابن الزيات وطبقتهما، ويعرف بالأصمعي لعنايته بالأدب وحفظ اللغة.

ويذكر في سبب اتصاله بالسلطان أن الأمير عبد الرحمن بن الحكم عثرت به دابته، وهو في غزاة، فأنشد متمثلاً:

وما لا ترى مما يقي الله أكبر

وطلب صدر البيت فعزب عنه، فسأل أصحابه عنه فأضلّوه، وأمر بسؤال كل من اتسم بمعرفة في عسكره، فلم يلف أحد يقف عليه غير محمد بن سعيد هذا، فقال: أصلح الله الأمير، أول البيت:

نرى الشيء ممّا نتّقي فنهابه

فأعجب الأمير عبد الرحمن ما كان منه، وراقه بيانه، فاستخدمه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015