يا ملكاً يزدهي به المنبر ... والمسجد الجامع الذي عمّر
خليفة الله في بريّته ... يسرّ للناس مثل ما يجهر
يا قمر الأرض إن تغب فلقد ... أقمت للناس كوكباً يزهر
ما فرح الناس مثل فرحتهم ... لمّا أُقيل الأديب واستوزر
وابتهج الملك حين دبّره ... عين الإمام التي بها يبصر
قطبٌ عليه المدار أجمعه ... في الأمر والرأي كلما دبّر
لم يزل البيت طول غيبته ... أعمى فلمّا استوى به أبصر
وقال ابن عبد ربه في ذلك أيضاً مما لم يذكره ابن حيان:
تجددت الدنيا وأبدت جمالها ... وردّت إلينا شمسها وهلالها
عشية يوم السبت جاءت بنعمةٍ ... من الله لا يرجو العدوّ زوالها
بها جبر الله الكسير من العلا ... وأدرك منه عثرةً فأقالها
فأشرقت الآفاق نوراً وبهجةً ... ومدت علينا بالنعيم ظلالها
بتجديد عبد الله أعظم دولةٍ ... لمولاه عبد الله كان أزالها
ولمّا تولت نضرة العيش ردّها ... فآلت إلى العبد القديم مآلها