كلام أمير المؤمنين وعطفه ... فمالي بعد الله غيرك ناصر
فإن ساعد المقدار فالصفح واقع ... وإلاّ فإني مخلص الودّ شاكر
فعزم على تخليصه، ولم يلتفت إلى عبيد الله، وبذل أن يتحمل في ماله كل ما يطالب، فأعفاه المتوكل من ذلك ووهبه له. وكان إبراهيم يقول: نكبنا نكبةً من نكباتنا، فسقط من إخواننا من كنا نجعل من أهل الود، فكتبت إلى بعضهم:
وصديقٍ تراه حلواً أنيقا ... مؤنساً ملطفاً حفيّاً شفيقا
ثم لمّا رماني الدهر بالغل ... ظة منه صار البعيد السحيقا
وولي إبراهيم بعد ذلك البصرة والأهواز، وأسره صاحب الزنج، فهرب منه، ووزر للمعتمد، ثم طلب، واستخفى، فظفر به وحبس، إلى أن رضي الموفق عنه؛ وكان المعتمد يقول: ما استوزرت بعد عبيد الله بن يحيى وزيراً أرضاه غير الحسن بن مخلد وإبراهيم بن المدبر.
وقصته مع المتوكل تشبه قصة عثمان بن عمارة بن خريم المري، خرج عليه