بمجهوداتنا إلا أنها غير صالحة بالنسبة لحجمنا وشكلنا"1.
إن مصير الإنسان في تلك الحضارة مصير مؤلم يتخبط فيه، ونهاية مفجعة تتمثل في حلول انتحارية ومشكلات معقدة وتصرفات شاذة وتطورات مفسدة.. وكانت المذاهب الهدامة والقوانين الوضعية قد حفزت الكثير من مفكري الغرب العقلاء إلى الدعوة بحرارة لإيجاد ديانة أو البحث عنها، لكون فيها خلاص الناس ويتحقق بها الهناء الذي يتوق إليه الناس في هذا العصر.
وأشير هنا إلى أقوال الذين بحثوا بإمعان وأوصلتهم نزاهة بحثهم -رغم أنهم من الأعداء- إلى أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يستطيع أن ينقذ الإنسانية المعذبة التي تسير نحو الهاوية.
يقول "برناردشو": "إنه لن ينتعش العالم من كبوته إلا إذا أخذ بتعاليم الديانة الإسلامية، ولا بد من هذه النتيجة من نحو قرنين من الزمان"2.
ويقول "جواكيم راي يولف": "إننا إذا طالعنا مبادئ الإسلام ودرسنا قواعده بنظر عميق وبصيرة نافذة تجلت لنا حقيقة ناصعة وهي أن المسلمين المعاصرين قد بعدوا عن هذه المبادئ السامية بعدا شاسعا، وإن ظهرت فيهم روح قوية ذات عزيمة ثابتة توجههم للتمسك بركائز الإسلام، فإن قوتهم ستبلغ عنان السماء، ويكونون باعتبار الأخلاق والعلم والاجتماع منارة العالم كله. ولا يهمني الآن خطورة سياسة الإسلام، بل أود أن أبحث ناحية من نواحيه المختلفة عله يتأمل فيها أحد من الأوروبيين، إن هذه الأحكام والشرائع تتعلق بما فرضه القرآن الكريم على معتنقيه من التمسك بمبادئ الحق والخير وأوضح مثال على ذلك المحافظة على الصحة الجسمية العامة وبذلك أستطيع أن أقول: إن القرآن يمتاز بهذا الاعتبار امتيازا بارزا عن الكتب السماوية بتأكيد، بالانسجام الكامل والوضوح التام وهذا ما يوجب على الأمم الأوروبية التي تدعي الثقافة والحضارة أن