يقول "C.Wright Mills" "إن زماننا لهو زمان القلق وعدم الاهتمام واللا مبالاة بصورة لا تسمح للعقل أن يفعل مفعوله الهادئ، ولا تسمح للحياء أو الشعور الرقيق النبيل أن يفعل مثله"1.

ويقول البروفسور "Z.رضي الله عنهouman": "مهما تختلف محاولات الإصلاح بين كونها جسورة أو خجولة، بعيدة المرمى أو حذرة فإنها جميعا تتفق على أن الأفكار الموجهة للحضارة أو الثقافة الجديدة، "المنشودة" يجب ألا يبحث عنها في الأشكال العادية أو المألوفة فإن المطلوب عمله ضرورة: لهو شيء أبعد مدى بكثير من مجرد إعادة تشكيل أو إعادة تنظيم للآراء السائدة"1.

وهكذا فإن الكتاب والمفكرين الغربيين يدركون تماما الاضطراب الفكري والقلق النفسي الذي وصل إليه الإنسان المعاصر الغربي، وهذا الاضطراب ناتج عما حشر في الفكر الغربي من زيف، وما زين له من باطل، وناتج أيضا عن انحراف الإنسان نفسه عن الفطرة السليمة حتى أصبح الوصول إلى الحقيقة أمرا متعذرا صعبا يحتاج إلى ثقافة جديدة تختلف عما عرفه الغربيون والشرقيون من ثقافات مألوفة قاصرة عن إيجاد السلام النفسي والاطمئنان إلى حياة سعيدة..

وهذه الثقافة التي تخيلها "بومان" والتي قال عنها: إنها أبعد بكثير من إعادة تشكيل وإعادة تنظيم للآراء السائدة.. ما هي إلا الثقافة الإسلامية، لكنه ما استطاع أن يصل إلى تحديد اسمها لأنه لم يتلق الصورة الحية الصادقة عن ثقافتنا الإسلامية.. أجل إنها هي وحدها التي تنقذ الإنسانية مما تعانيه من قلق وحيرة، وهي وحدها البديلة للآراء السائدة في أوربا وأمريكا وفي البلاد الخاضعة للأنظمة الشيوعية.

يقول الكسيس كاريل في كتابه "الإنسان.. ذلك المجهول": "إن الحضارة العصرية تجد نفسها في موقف صعب لأنها لا تلائمنا. فقد أنشئت دون أية معرفة بطبيعتنا الحقيقية، إذ إنها تولدت من خيالات الاكتشافات العملية، وشهوات الناس وأوهامهم، ونظرياتهم ورغباتهم، وعلى الرغم من أنها أنشئت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015