تغبط المسلمين، إن فضائل التعاليم الإسلامية بارزة بروز الشمس وخاصة أسسها.. وثمة سؤال يأتي في هذا السياق، وهو: لماذا حاد المسلمون عن طريق الإسلام وانصرفوا عن التعاليم القرآنية ونبذوها وراء ظهورهم"1.

ذلك قول حق على لسان غير المسلم يشهد أن المستقبل للإسلام، لأنه الدين الوحيد الذي يواكب الحضارة، بل يحقق الحضارة الصحيحة.

ويقول المؤرخ "ولز": كل دين لا يسير مع المدنية في كل طور من أطوارها فاضرب به عرض الحائط ولا تبال به لأن الدين الذي لا يسير مع المدنية جنبا إلى جنب لهو شر مستطير على أصحابه يجرهم إلى الهلاك، وإن الديانة الحقة التي وجدتها تسير مع المدنية أنَّى سارت هي الديانة الإسلامية، وإذا أراد الإنسان أن يعرف شيئا من هذا فليقرأ القرآن الكريم، وما فيه من نظريات علمية وقوانين وأنظمة لربط المجتمع فهو كتاب ديني علمي اجتماعي، تهذيبي، خلقي، تاريخي.. وإذا طلب مني أحد أن أحدد له الإسلام فسأقول له: الإسلام هو المدنية، وهل في استطاعة إنسان أن يأتي بدور من الأدوار التي ظهر فيها الإسلام مغايرا للمدنية والتقدم"2.

فهذه شهادة ناطقة بالحق معبرة بصدق عن روعة الإسلام وحضارته المعطاءة، وهذه شهادة تنم عن حقائق جلية تؤيدها وقائع الحضارة الغربية المفلسة من القيم العليا والمثل السامية الموافقة للفطرة الإنسانية.

وعلى هذا فإن الثقافة الإسلامية هي وحدها التي تحقق الرخاء والهناء للإنسان المعاصر بما تملك من مصادر أصلية حقيقية تعطي تصورا متكاملا وشاملا عن الحياة، فهي تحدد علاقة الإنسان بربه، وعلاقة الإنسان بالكون، كما تحقق الانسجام في علاقات الكائنات، وتجعلها جميعا بما فيها الطبيعة مخلوقة لله الذي تفرد بالربوبية والألوهية.

والثقافة الإسلامية تهب الإنسانية حياة روحية سعيدة لا تستلزم الهروب إلى الصومعة أو إلى الدير، ولكنها تدعو إلى أداء الطاعة والعبادة مع الجماعة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015