كل الأمور التي تتصل بهم.. وهو بهذا الفعل يحوز على ثقتهم فيلتزم الجنود بقراراته، ويندفعون وراءه وهم مطمئنون إلى حكمته وقدرته.
والجنود ملزمون بالولاء لقائدهم فيستجيبون له ويطيعونه، ويعملون وفق رأيه، وينفذون أوامره كاملة لا يخالفونه ولا ينشقون عنه وهم بهذا الولاء يكونون موضع ثقته1.
وطاعة الجنود للقائد مبدأ عسكري أساسي، به ينتظم مسار المعركة، وعليه تتوقف النتائج المهمة والحاسمة في تحديد دلائل النصر..
ولهذا فقد أشار الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أحاديثه إلى التزام السمع والطاعة. فقال صلى الله عليه وسلم: "السمع والطاعة حق، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة" 2.
وقال عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام: "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله. ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني. وإنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجرًا، وإن قال بغيره فإن عليه منه" 3 ولقد جاء في بيعة الأنصار ليلة العقبة: "على السمع والطاعة في اليسر والعسر والمنشط والمكره، وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله وعلى أن نقول الحق أينما كنا. لا نخاف في الله لومة لائم"4. وقال عليه الصلاة والسلام: "من خلع يدًا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له" 5.
وقد تعلم المسلمون من معركة أحد درسًا لا ينسى، لقد أدركوا تمامًا أن ميزان المعركة يختل اختلالًَا كاملًا إذا تهاونوا في تنفيذ أمر القائد، أو شغلهم